دعونا نكمل استعراضنا الشامل
Sony PSX: رائد خدمات الاشتراك في عالم الألعاب
البذرة الأولى لخدمة PlayStation Plus التي نعرفها اليوم
- جهاز طواه النسيان أسرع من أي جهاز آخر في سجلات الألعاب
عند الحديث عن القوة التقنية الكامنة في الأجهزة وقت إطلاقها، يصعب أن نجد منافسًا لجهاز PSVITA. لقد كان جهازًا محمولًا يمتلك قدرات باهرة على صعيد الرسوميات، مانحًا تجربة بصرية مترفة لا تضاهى في فئته. امتاز هذا الجهاز بتحكم سلس ومريح، وقدمت Sony باقة من المزايا التقنية المتطورة، من بينها شاشة لمس أمامية ولوحة لمس خلفية، مع دعمه لشبكات الواي فاي والجيل الثالث، ما جعله أشبه بحاسوب ألعاب محمول فائق التطور بين يديك.
لم يقتصر الأمر على الجانب التقني فحسب، بل إن Vita استضاف مجموعةً من الألعاب الممتازة، وبعضها تجلى بمظهر بصري خلاب ومذهل بالنسبة لجهاز محمول. وعلى الرغم من كل هذه المقومات التي كانت تنبئ بجهاز استثنائي، بدا واضحًا أن Sony قد تخلت عنه بمجرد إطلاقه. تم إطلاق الجهاز في الأسواق، ثم تُرك مهملاً دون دعم حقيقي، لا على مستوى التسويق، ولا حتى من حيث توفير ألعاب حصرية كافية لجذب قاعدة المستخدمين. وهذا ما جعل قرار Sony بإنهاء دعمه لـ Vita واحدًا من القرارات الأكثر إثارة للدهشة والاستغراب في تاريخ الشركة حتى يومنا هذا.
والمثير للسخرية أن Vita كان يتفوق بقدرات هائلة على جهازها الأحدث PSPortal، الذي، وعلى الرغم من نجاحه النسبي على الصعيد التجاري، لا يعدو كونه أداة لبث محتوى PS5 عن بعد، دون أي قدرات ذاتية حقيقية أو إمكانات مستقلة. بينما كان Vita جهازًا قائمًا بذاته بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتمتع بمواصفات قوية تمكنه من تشغيل ألعاب متكاملة دون الحاجة إلى الاعتماد على أي منصة أخرى. وبالنظر إلى هذه الفروقات الجوهرية، يمكن بكل سهولة اعتبار Vita سابقًا لعصره، لكن إخفاقه لم يكن نتيجة لقصور ذاتي، بل بسبب تخلي الشركة المصنعة عنه دون أي مسوغ واضح أو سبب مقنع.
حتى يومنا هذا، لا يزال Vita يحتل مكانة خاصة في قلوب محبي الألعاب كجهاز مذهل لم يحظ بالفرصة التي يستحقها، وكان بمقدوره أن يحدث ثورة في عالم الألعاب المحمولة لو وجد الدعم المستمر والرؤية الثاقبة التي كان يستحقها.
Sony Vita: قصة جهاز تُرك ليواجه مصيره المحتوم
تُرك وحيدًا ليذوي وينطفئ
- تقنيات مبتكرة وألعاب فريدة، لكن يبدو أن Sony قد نسيت الاهتمام بهذا الابتكار الاستثنائي
عند التدقيق في قوة الأجهزة التقنية في فترة إطلاقها، يكاد يكون من المستحيل مجاراة جهاز PSVITA. كان عبارة عن جهاز ألعاب محمول حافل بالإمكانيات المدهشة في عالم الرسوميات، مما أتاح تجربة بصرية مترفة لا مثيل لها ضمن فئته. تميز هذا الجهاز الفذ بأدوات تحكم سلسة ومريحة، بالإضافة إلى أن Sony قامت بدمج حزمة من الميزات التقنية الرائدة، بما في ذلك شاشة لمس أمامية ولوحة لمس خلفية، مع توفير دعم لشبكات الواي فاي والجيل الثالث، ما جعله في ذلك الوقت تحفة فنية أشبه بحاسوب ألعاب فائق التطور يمكن حمله في الجيب.
لم يقتصر التميز على النواحي التقنية فحسب، بل تمتع Vita بباقة متنوعة من الألعاب الرائعة، بل إن بعضها الآخر قدم مستويات بصرية مذهلة بشكل استثنائي لجهاز محمول. بالرغم من كل هذه العناصر التي كانت تنبئ بمولد جهاز استثنائي، إلا أن Sony أظهرت تجاهلاً غير مفهوم له بعد فترة وجيزة من إطلاقه. تم طرح الجهاز في الأسواق، ولكنه تُرك دون مساندة فعلية، سواء من حيث التسويق المكثف أو توفير عدد كافٍ من الألعاب الحصرية القادرة على جذب المستخدمين. هذا ما جعل قرار Sony بوقف دعمه من أغرب القرارات التي اتخذتها الشركة على مر تاريخها.
والأكثر غرابة هو أن Vita كان يتمتع بقوة تفوق جهاز PSPortal الأحدث، والذي، على الرغم من تحقيقه لنجاح تجاري معقول، إلا أنه لا يتعدى كونه أداة بسيطة لبث محتوى PS5 عن بعد، ويفتقر إلى القدرات الذاتية الحقيقية. بينما كان Vita يقف شامخًا كجهاز مستقل بكل المقاييس، مزودًا بمكونات قوية تسمح له بتشغيل ألعاب متكاملة دون الحاجة إلى الاعتماد على أي منصة أخرى. وبإمعان النظر في هذه التباينات، يمكن الجزم بأن Vita كان سابقًا لعصره، ولكن فشله لم يكن نابعًا من أوجه قصور فيه، بل جاء نتيجة لتخلي الشركة عنه بدون مبرر منطقي.
في الوقت الحاضر، لا يزال Vita محفورًا في ذاكرة عشاق الألعاب كجهاز فريد لم يُمنح الفرصة الذهبية التي كان يستحقها، وكان قادرًا على تغيير مسار الألعاب المحمولة لو حظي بالدعم والرؤية التي يستحقها عن جدارة.
Sega Saturn: معركة خاسرة في حرب الكواكب
لم تسنح الفرصة المثالية هنا أبدًا
- واجه Sony بشجاعة نادرة
- ولكنه اصطدم بغباء شديد مع المتاجر
- وانهزم أمام كليهما في نهاية المطاف
عادةً ما تُروى الحكاية بأن سبب خسارة Sega Saturn أمام PlayStation يعود إلى عدم كفاءة الاستثمار في العتاد الضروري لتشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد. وعلى الرغم من وجود بعض الحقيقة في هذه الفرضية، إلا أن القصة الكاملة معقدة وأكثر تشابكًا بكثير. صحيح أن PlayStation تفوق في نهاية المطاف من حيث تقديم ألعاب ثلاثية الأبعاد بجودة أعلى، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن Sega كانت الرائدة في جذب انتباه العالم إلى الإمكانيات الهائلة للألعاب ثلاثية الأبعاد من خلال أجهزة الأركيد التي أسرت قلوب الجماهير في فترة التسعينيات الذهبية.
ومع ذلك، كانت نقطة التحول وهبوط Saturn ناتجة عن قرار خاطئ تمثل في الإعلان المفاجئ عن تاريخ إصدار الجهاز، مما أدى إلى نقص حاد في المخزون عند الإطلاق، وأثار حالة من الارتباك والتشتت بين جموع المستهلكين، وأشعل غضب العديد من تجار التجزئة. بل إن بعض هؤلاء التجار ذهبوا إلى أبعد من ذلك، ورفضوا بيع الجهاز بشكل قاطع، مما وجه ضربة قاصمة لوجود Saturn في السوق.
ومما زاد الطين بلة، وجود انقسام داخلي عميق بين فروع Sega في اليابان وأمريكا، حيث تصرف كل فرع على أنه شركة منفصلة في حالة صراع دائم مع الآخر، بدلاً من التعاون والتكاتف كفريق واحد لدعم منصة واحدة. هذا الانقسام أدى إلى اتخاذ قرارات متضاربة واعتماد استراتيجيات تسويق ضعيفة وغير متكاملة، مما أضر بفرص الجهاز بشكل بالغ.
وعلى الرغم من كل هذه العراقيل، حقق Saturn بعض الإنجازات البارزة التي لا يمكن نسيانها. فقد كان الجهاز الذي أطلق سلسلة Tomb Raider إلى آفاق الشهرة العالمية، حيث كانت مغامرة Lara Croft الأولى مصممة في الأصل لتكون حصرية على Saturn. كما قدم الجهاز تحفًا فنية خالدة مثل Panzer Dragoon Saga، التي تُعتبر من أبرز وأندر الألعاب في تاريخ هذه الصناعة.
ولو أن Saturn حظي بدعم أفضل من الشركة الأم، واستراتيجية أكثر تماسكًا، وحضور أقوى في الأسواق عند الإطلاق، فمن المؤكد أنه كان سيكون قادرًا على تقديم المزيد من الألعاب الرائعة التي كانت ستغير مكانته في ذاكرة اللاعبين وفي تاريخ ألعاب الفيديو إلى الأبد.